2025-07-04
يُعتبر الدوري الإسباني الدرجة الثانية RFEF أحد أهم البطولات في هرم كرة القدم الإسبانية، حيث يشكل حلقة الوصل بين كرة القدم شبه المحترفة والعالم الاحترافي الكبير. تقام هذه البطولة تحت إشراف الاتحاد الملكي الإسباني لكرة القدم (RFEF)، وتضم 90 فريقاً مقسمة على خمس مجموعات جغرافية، مما يجعلها واحدة من أكثر المسابقات تنوعاً وتنافسية في إسبانيا.
تاريخ البطولة وتطورها
ظهر الدوري الإسباني الدرجة الثانية RFEF في موسم 2021-2022 بعد إعادة هيكلة نظام الدوري الإسباني، ليحل محل الدوري الإسباني الدرجة الثالثة سابقاً. جاءت هذه الخطوة بهدف تعزيز التنافسية وتوفير منصة أكثر احترافية للفرق الصاعدة. وعلى الرغم من حداثة البطولة نسبياً، إلا أنها سرعان ما أصبحت محط أنظار عشاق كرة القدم والكشافة بحثاً عن المواهب الجديدة.
نظام البطولة والترقيات
تتكون البطولة من خمس مجموعات تضم كل منها 18 فريقاً، حيث يتنافسون ضمن نظام الدوري ذهاباً وإياباً. يتأهل أصحاب المراكز الأولى من كل مجموعة مباشرة إلى دوري الدرجة الأولى الإتحادي (Primera Federación)، بينما يتأهل الوصيف والمركز الثالث لخوض تصفيات العبور.
أما الفرق التي تحتل المراكز الأربعة الأخيرة في كل مجموعة فهي تهبط إلى الدوري الإسباني الدرجة الثالثة RFEF، مما يضمن دورة مستمرة من التجديد والمنافسة الشرسة بين الأندية المشاركة.
أهمية البطولة في تطوير المواهب
يشكل الدوري الإسباني الدرجة الثانية RFEF أرضية خصبة لاكتشاف المواهب الشابة، حيث يستخدمه العديد من الأندية الكبيرة كمنصة لإعارة لاعبيهم الشباب أو اختبار العناصر الواعدة من أكاديمياتهم. كثير من اللاعبين الذين برزوا في هذه البطولة انتقلوا لاحقاً إلى دوريات أكبر، بل وحتى إلى المنتخب الوطني الإسباني.
كما توفر البطولة فرصة ثمينة لمدربي المستقبل واختصاصيي تطوير الكرة لاكتساب الخبرة العملية في بيئة تنافسية حقيقية، مما يسهم في رفع مستوى كرة القدم الإسبانية ككل.
التحديات والفرص
تواجه البطولة عدة تحديات أبرزها محدودية التغطية الإعلامية مقارنة بالدوريات الأعلى، وصعوبة الجدولة بسبب العدد الكبير للمشاركين. إلا أن هذه التحديات تقابلها فرص كبيرة، خاصة مع تزايد اهتمام الجماهير بالبحث عن المواهب الجديدة وزيادة استثمارات الأندية في تطوير قطاع الشباب.
ختاماً، يبقى الدوري الإسباني الدرجة الثانية RFEF حجر الزاوية في نظام الكرة الإسبانية، جسراً يعبر من خلاله النجوم الصاعدون نحو الشهرة، ومختبراً تختبر فيه الأندية قدراتها على بناء المستقبل. مع تطور البنية التحتية وزيادة الدعم، قد نشهد تحول هذه البطولة إلى واحدة من أكثر المسابقات إثارة وإنتاجاً للمواهب في أوروبا.