يعتبر نادي توتنهام هوتسبير أحد الأندية الإنجليزية العريقة التي استطاعت أن تترك بصمة واضحة في بطولة دوري أبطال أوروبا على الرغم من عدم امتلاكه سجلاً حافلاً بالمشاركات مقارنةً بأندية مثل ريال مدريد أو برشلونة. ومع ذلك، فإن مشاركات توتنهام في المسابقة الأوروبية الأبرز كانت مليئة بالإثارة والإنجازات التي لا تنسى.
البدايات الأولى في دوري الأبطال
لم يشارك توتنهام في دوري أبطال أوروبا بشكل منتظم حتى العقد الأخير، حيث كانت أول مشاركة رسمية له في موسم 2010-2011 تحت قيادة المدرب هاري ريدناب. في ذلك الوقت، استطاع الفريق الوصول إلى دور ربع النهائي بعد أداء متميز، لكنه خرج أمام ريال مدريد. ومع ذلك، كانت تلك المشاركة بداية لعهد جديد للنادي في المنافسات الأوروبية.
العصر الذهبي تحت قيادة بوتشيتينو
شهد موسم 2018-2019 واحدة من أكثر المشاركات إثارة لتوتنهام في دوري أبطال أوروبا تحت قيادة المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو. تمكن الفريق من تحقيق انتصارات تاريخية، أبرزها التغلب على مانشستر سيتي في ربع النهائي بفضل قانون الأهداف خارج الديار، ثم تحقيق انتصار دراماتيكي على أياكس أمستردام في نصف النهائي بعد تأخره بثلاثة أهداف في الشوط الأول من مباراة الذهاب.
وصل توتنهام لأول مرة في تاريخه إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، لكن الحلم انتهى بخسارة أمام ليفربول بنتيجة 2-0. على الرغم من الخسارة، إلا أن الوصول إلى النهائي كان إنجازاً تاريخياً عزز مكانة النادي على الساحة الأوروبية.
التحديات والمستقبل
بعد رحيل بوتشيتينو ووصول مدربين مثل جوزيه مورينيو وأنطونيو كونتي، واجه توتنهام صعوبات في العودة بقوة إلى دوري الأبطال. ومع ذلك، فإن البنية التحتية للنادي وتطوير ملعب توتنهام هوتسبير الجديد يبشران بمستقبل واعد.
يتمتع توتنهام بقاعدة جماهيرية قوية ومواهب شابة واعدة مثل هاري كين (قبل انتقاله) وسون هيونغ مين، مما يجعله مرشحاً دائماً للمنافسة في البطولات الكبرى. مع استراتيجية إدارية واضحة، قد يشهد المستقبل عودة قوية لتوتنهام إلى منصات التتويج الأوروبية.
ختاماً، يبقى تاريخ توتنهام في دوري أبطال أوروبا قصة ملهمة من الطموح والإصرار، تثبت أن الأحلام الكبيرة يمكن تحقيقها حتى لو بدت مستحيلة في البداية.