يُعتبر الأدب العربي ركيزة أساسية في بناء الشخصية المتكاملة للطالب، خاصة في مرحلة التعليم الثانوي، حيث يلعب دورًا حيويًا في صقل المهارات الفكرية واللغوية. فمن خلال دراسة النصوص الأدبية المتنوعة، يتعرف الطالب على ثراء اللغة العربية وجمالياتها، مما ينمي لديه القدرة على التعبير ببلاغة ودقة. كما أن الأدب يعكس قيم المجتمع وتاريخه، مما يسهم في تعزيز الانتماء الوطني والهوية الثقافية.
في المرحلة الثانوية، يدرس الطالب نصوصًا أدبية متنوعة تشمل الشعر الجاهلي، والأموي، والعباسي، بالإضافة إلى النثر الفني في العصور المختلفة. هذه النصوص لا تُثري الجانب اللغوي فحسب، بل تُنمي أيضًا الحس النقدي والقدرة على التحليل المنطقي. فمثلاً، عند دراسة قصيدة للمتنبي أو أبي تمام، يتعلم الطالب كيفية تحليل الصور البيانية والاستعارات، مما يعزز مهاراته التحليلية التي تفيده حتى في المواد العلمية مثل الرياضيات والفيزياء.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الأدب العربي يعزز القيم الأخلاقية والإنسانية، مثل الصدق والشجاعة والتسامح، من خلال النماذج الأدبية التي يقدمها. فقراءة سيرة عنترة بن شداد أو قصة كليلة ودمنة تُعلم الطالب الدروس الحياتية التي تساعده في تكوين شخصية متوازنة. كما أن الأدب يشجع على التفكير الإبداعي، حيث إن تحليل النصوص الأدبية يتطلب رؤية متعددة الأوجه، مما ينمي الذكاء العاطفي والاجتماعي.
ختامًا، يمكن القول إن الأدب العربي ليس مادة دراسية تقليدية فحسب، بل هو أداة فعالة في بناء عقلية الطالب العلمية والأدبية معًا. فهو يجمع بين الجمال اللغوي والعمق الفكري، مما يجعله ضروريًا في المنهج الدراسي، خاصة لطلبة العلوم التجريبية الذين يحتاجون إلى توازن بين المنطق العلمي والإبداع الأدبي.